منخفض جوي عاصف ونزول قطبي مباشر صوب شمال الشرق الأوسط ، ما هي فرصة حدوثه ؟

تضخم الدوامة القطبية وتأثيرها على الطقس العالمي

في الفترة الأخيرة، رصد المركز العربي للمناخ تضخمًا ملحوظًا في الدوامة القطبية الشمالية، وهو أمر غير معتاد، حيث تنبأ المركز بأن هذا التضخم سيؤدي إلى نزولات قطبية قوية تؤثر على النصف الشمالي من الكرة الأرضية. هذه الظاهرة الجوية يمكن أن تسبب حالات طقس شتوية قوية تمتد حتى فصل الربيع، حيث بدأت تلك التأثيرات بالظهور في مناطق متعددة حول العالم.

تأثيرات الطقس في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا

في شهر يناير الماضي، ضربت موجات برد شديدة مناطق واسعة من أمريكا الشمالية، حيث عانت تلك المناطق من برودة استثنائية استمرت لفترات طويلة. هذه البرودة انتقلت لاحقًا إلى أجزاء من شرق آسيا وأوروبا، مما أدى إلى شتاء قارس وطويل غير معتاد في هذه المناطق.

استقرار غير مألوف في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من الشتاء

في المقابل، شهدت منطقة بلاد الشام والشرق الأوسط استقرارًا جويًا غير معتاد خلال النصف الأول من فصل الشتاء، مع قلة المنخفضات الجوية. إلا أن المركز العربي للمناخ كان قد أشار في تقاريره إلى أن هذا الاستقرار لن يدوم طويلًا، متوقعًا تغيرًا جذريًا في الأنظمة الجوية مع حلول النصف الثاني من الشتاء.

عودة النشاط الشتوي إلى الشرق الأوسط

مع مرور الوقت، بدأت التوقعات تتحقق، حيث عاد النشاط الشتوي بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط. شهدت بلاد الشام، العراق، والسعودية سلسلة من المنخفضات الجوية الماطرة التي أعادت أجواء الشتاء البارد والممطر إلى هذه المناطق، في توافق مع الأنماط الجوية التي تم توقعها سابقًا.

توقعات بانهيار جزئي للدوامة القطبية الشمالية

تشير النماذج الجوية إلى تحول جذري في الأنظمة الجوية مع دخول منتصف الشهر، حيث من المتوقع أن تتعرض الدوامة القطبية الشمالية لانهيار جزئي نتيجة تأثرها بأنظمة ضغط مرتفع. هذا التغير سيؤدي إلى اندفاع الهواء القطبي البارد نحو المناطق الدنيا، مسببًا نزولات قطبية قوية في عدة مناطق، خاصة في شرق أوروبا وروسيا.

نشوء الدوامة القطبية الروسية وتأثيراتها المحتملة

تتوقع النماذج الجوية أن تشكل الدوامة القطبية الروسية فوق مناطق واسعة من روسيا وشرق أوروبا، مما سيزيد من فرص اندفاع الهواء البارد نحو الشرق الأوسط. هذا التوقع يعزز احتمالات تعرض بلاد الشام، العراق، مصر، وشمال السعودية لنزول قطبي مباشر في الفترة المقبلة، خاصة مع نهاية الثلث الثاني وبداية الثلث الثالث من شهر فبراير.

السيناريوهات المحتملة للحالة الجوية القادمة

تشير التحديثات الجوية الحالية إلى احتمالين رئيسيين:

1. الاحتمال الأول: عاصفة ثلجية واسعة النطاق
   في هذا السيناريو، تتقدم الرياح القطبية الباردة بشكل كامل نحو المنطقة، مما يؤدي إلى تشكل منخفض جوي عميق وشديد البرودة. هذا المنخفض قد يتسبب في عاصفة ثلجية واسعة النطاق تؤثر على عدة مناطق في الشرق الأوسط.

2. الاحتمال الثاني: انخفاض درجات الحرارة وهطول أمطار دون وصول الكتلة القطبية كاملة
   في هذا السيناريو، تتأثر المنطقة بمقدمة النزول القطبي فقط، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وهطول الأمطار في بعض المناطق دون وصول الكتلة القطبية كاملة.

خاتمة وتوصيات

رغم أن الاحتمال الأول هو الأرجح حاليًا، إلا أن التوقعات ليست نهائية ويمكن أن تتغير مع اقتراب الفترة الزمنية المعنية. لذا، يُنصح المتابعون بمتابعة التحديثات الجوية وتقارير المركز العربي للمناخ لمعرفة آخر التطورات حول هذه الحالة الجوية.

والله أعلم.